جريدة الخبر اليوم المصرية
كتب\هشام الفخراني
بدأت شركة بايدو الصينية هذا الأسبوع سلسلة من التسريحات التي ستطال عدة وحدات أعمال، بحسب ستة مصادر مطلعة على الأمر، في الوقت الذي تواجه فيه الشركة منافسة متزايدة في مجال الذكاء الاصطناعي وتراجعاً في عائدات الإعلانات، وتأتي هذه الخطوة بعد أيام قليلة من إعلان الشركة خسائرها في الربع الثالث، بتاريخ 18 نوفمبر، وأوضح المصادر أن عمليات التسريح ستستمر حتى نهاية هذا العام.
وكشفت مصادر اأن الأمر ينظر إليه داخلياً على أنه تسريح واسع النطاق. وأشارت المصادر إلى أن نسب التسريح تختلف حسب وحدة العمل وتقييم الأداء، وقد تصل إلى 40% لبعض الفرق، وفقا لوكالة رويترز.
وقال مصدران إن مجموعة النظام البيئي للهواتف المحمولة ستتحمل النصيب الأكبر من التسريحات، بينما أشار أربعة مصادر إلى أن الوظائف المرتبطة بالذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية ستظل محمية إلى حد كبير.
وأضاف أحد المصادر أن المزيد من الموارد سيتم توجيهها نحو الذكاء الاصطناعي. ورفضت المصادر الكشف عن هويتها نظراً لأن المعلومات خاصة بالشركة.
وبحسب التقارير السنوية، بلغ عدد موظفي بايدو 35.900 موظف في نهاية العام الماضي، انخفاضاً من 39.800 في 2025، 41.300 قبل عامين.
وتأتي التسريحات بعد تسجيل الشركة تراجعاً في الإيرادات للربع الثاني على التوالي؛ فقد انخفض إجمالي الإيرادات بنسبة 7%، فيما تراجعت إيرادات الإعلانات عبر الإنترنت بنسبة 18% خلال الربع الثالث. كما سجلت الشركة خسارة بلغت 11.23 مليار يوان (1.59 مليار دولار) للفترة نفسها.
وعلى الرغم من استثمارات بايدو الطويلة في الذكاء الاصطناعي، لم تنجح هذه الجهود بعد في إعادة النمو إلى قطاعها الرئيسي للإعلانات عبر الإنترنت، الذي فقد حصته السوقية لصالح منصات التواصل الاجتماعي مثل RedNote وDouyin التابعة لشركة ByteDance.
وعلى الرغم من أن بايدو كانت أول شركة تقنية صينية كبيرة تُطلق خدمة شبيهة بـChatGPT في 2023، إلا أنها واجهت صعوبة في الحفاظ على الريادة المبكرة أمام منافسين مثل علي بابا وDeepSeek الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي. ويأتي نموذج اللغة الكبير Ernie من بايدو متأخراً مقارنة بمنافسيه، بعد عدة تغييرات استراتيجية، بما في ذلك خطوة تحويله إلى مصدر مفتوح في وقت سابق من هذا العام.
كما شهدت تبنى خدمات الشركة تراجعاً. ففي سبتمبر، بلغ عدد المستخدمين النشطين شهرياً لتطبيق Ernie Bot نحو 10.77 مليون مستخدم، مقارنة بـ150 مليون لتطبيق Doubao من ByteDance و73.4 مليون لتطبيق DeepSeek، وفقاً لموقع تتبع منتجات الذكاء الاصطناعي.
وتركز بايدو جهودها في الذكاء الاصطناعي على دمج التكنولوجيا في المنتجات القائمة مثل البحث، حيث تقول الشركة إن أكثر من نصف صفحات نتائج البحث على الهواتف المحمولة تحتوي حالياً على محتوى مولَّد بالذكاء الاصطناعي.
وأصبحت خفض الوظائف أداة شائعة لدى شركات الإنترنت الصينية الكبرى لتقليل التكاليف في سوق شديد المنافسة، ففي 2022 قامت علي بابا وتنسنت بتسريح عشرات الآلاف من الموظفين للتكيف مع حملة تنظيمية واسعة على منصات الإنترنت الكبرى في الصين.
كما شهدت عدة شركات تقنية في الولايات المتحدة، مثل أمازون وآي بي إم، تسريحات واسعة للموظفين على المستوى العالمي.
