الرئيس عبد الفتاح السيسي

بالأرقام.. نشاط مكثف للرئيس السيسي خلال 100 يوم من العدوان الإسرائيلي على غزة.. 118 مشاركة دفاعًا عن حقوق الشعب الفلسطيني بينها 10 قمم إقليمية ودولية و66 اتصالاً هاتفيًا.. والرئيس يشهد انطلاق أكبر قافلة

كتبت\هبه عبدالله

دخل العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، ناحية حدودنا الشرقية، يومه المائة، وسط استنفار مصرى غير مسبوق  للحيلولة دون استمراره واتساع دائرة الحرب إقليميًا، حيث تمثل الحرب الدائرة فى قطاع غزة تهديدًا للأمن القومى المصرى بشكل خاص وللقضية الفلسطينية بشكل عام.
ومنذ اليوم الأول للحرب فى غزة (السابع من أكتوبر 2023) اتخذ الرئيس عبد الفتاح السيسى، موقفًا تاريخيًا سيخلّد فى صفحات التاريخ المضيئة، وهو الوقوف ضد محاولات تصفية القضية الفلسطينية ومخططات تهجير أهل غزة داخل أو خارج أراضيهم، مؤكدًا أن هذا سيزيد من عدم الاستقرار فى المنطقة، ويمكن أن يؤدى إلى توسيع دائرة الحرب إلى الإقليم ككل.
وأجرى الرئيس عبدالفتاح السيسي،، تحركات مكثفة على كافة المستويات إقليميًا ودوليًا، على مدار 100 يوم منذ بدء العدوان الإسرائيلي فى قطاع غزة، دفاعًا عن حقوق الشعب الفلسطيني، وتأكيدًا لثوابت مصر الراسخة وموقفها التاريخي الداعم للقضية الفلسطينية.
ومنذ بدء العدوان، شارك الرئيس عبدالفتاح السيسي، في 118 مشاركة وفعالية متنوعة بين مؤتمرات رئاسية وقمم إقليمية ودولية ولقاءات ثنائية واتصالات هاتفية، عبّر خلالها عن الموقف المصري الراسخ الذي يطالب بضمان التدفق الكامل والآمن والسريع والمستدام للمساعدات الإنسانية لأهل غزة، والتفاوض حول التهدئة ووقف إطلاق النار، ثم البدء العاجل في مفاوضاتٍ لإحياء عملية السلام، وصولاً لإعمال حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
وتضمنت مشاركات الرئيس السيسى خلال تلك الفترة 10 قمم رسمية، كان أولها قمة “القاهرة للسلام” التي دعت إليها واستضفتها مصر في 21 أكتوبر الماضي، كأول تحرك إقليمي دولي لوقف العدوان الإسرائيلي، وطرح رؤية مصر في القمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية في الرياض بالمملكة العربية السعودية 11 نوفمبر الماضي، والمشاركة في القمة الثلاثية المصرية الأردينية الفلسطينية بمدينة العقبة بالأردن 10 يناير الجاري.
كما أجرى واستقبل الرئيس خلال تلك الفترة 66 اتصالاً هاتفيًا مع قادة وزعماء العالم من مختلف البلدان، أكد خلالها جميعًا على ضرورة وقف إطلاق النار فورًا، وضمان استمرار ونفاذ المساعدات الإنسانية، ورفض مصر القاطع لمخطط التهجير القسري باعتباره مخطط لتصفية القضية الفلسطينية.
وفور وقوع الأحداث – فى 7 أكتوبر – تابع الرئيس السيسى الموقف العام للأحداث من خلال مركز إدارة الأزمات الاستراتيجى، وذلك فى ضوء تطورات الأوضاع فى قطاع غزة، موجها بتكثيف الاتصالات المصرية لاحتواء الموقف ومنع المزيد من التصعيد بين الطرفين.
وجاء إصرار مصر وتمسكها بموقفها المعلن الذى ليس فيه تأويل، بضرورة حماية المدنيين ورفض التهجير القسرى للفلسطينيين من قطاع غزة إلى الأراضى المصرية والأردنية، والتحذير من أن هذا الاتجاه سيؤدى إلى تصفية القضية الفلسطينية، ليفتت أطماع الاحتلال وداعميه، ويشكل رأيا عاما دوليا يتبنى مواقف مصر ووجهات نظرها، بعدما كانت الكفة مائلة برمتها لصالح أطماع الاحتلال.
وبعد 5 أيام من اندلاع الحرب، قال الرئيس عبد الفتاح  السيسي في كلمته خلال حفل تخرج دفعات جديدة من الكليات العسكرية،  “إن حكم التاريخ وقواعد الجغرافيا قد صاغوا ميثاق الشرف العربي في وجدان الضمير المصري ما جعل مصر دائمًا وأبدًا في صدارة الدفاع عن الأمة العربية مقدمة الدماء والتضحيات، باذلة كل ما تملك من أجـل الحــق العربي المشــروع حين كانت الحرب فكنا مقاتلين وكان السلام فكنا له مبادرين لم نخذل أمتنا العربية، ولن نخذلها أبدًا واليوم ونحن في قلب تطورات شديدة الخطورة، وسعي دؤوب من أطراف متعددة للحيد بالقضية الفلسطينية عن مسارها الساعي لإقرار السلام القائم على العدل وعلى مبادئ “أوسلو”، والمبادرة العربية للسـلام، ومقـررات الشـرعية الدوليـة إلى تصعيد ينحرف عن هذا المسار، وإلى صراعات صفرية لا منتصر فيها ولا مهزوم، صراعات تخل بمبادئ القانون الدولي والإنساني، وتخالف مبادئ الأديان والأخلاق:”؛ داعيًا كافة الأطراف إلى إعلاء لغة العقل والحكمة، والالتزام بأقصى درجات ضبط النفس، وإخراج المدنيين والأطفال والنساء، من دائرة الانتقام الغاشم، والعودة فورًا للمسار التفاوضي، تجنبًا لحرائق ستشتعل فلـن تتـرك قاصـيًا أو دانيًا إلا وأحرقته مع استعداد مصر أن تسخر كل قدراتها وجهودها للوساطة، وبالتنسيق مع كافة الأطراف الدولية والإقليمية الفاعلة دون قيد أو شرط.
وترأس الرئيس السيسي اجتماع مجلس الأمن القومي وتناول الاجتماع  استعراض تطورات الأوضاع الإقليمية، خاصةً ما يتعلق بتطورات التصعيد العسكري في قطاع غزة، حيث صدر عنه عدد من القرارات، أبرزها مواصلة الاتصالات مع الشركاء الدوليين والإقليميين من أجل خفض التصعيد ووقف استهداف المدنيين، وتكثيف الاتصالات مع المنظمات الدولية الإغاثية والإقليمية من أجل إيصال المساعدات المطلوبة، والتشديد على أنه لا حل للقضية الفلسطينية إلا حل الدولتين، مع رفض واستهجان سياسة التهجير أو محاولات تصفية القضية الفلسطينية على حساب دول الجوار، وإبراز استعداد مصر للقيام بأي جهد من أجل التهدئة وإطلاق واستئناف عملية حقيقية للسلام .
كما أكد الاجتماع أن أمن مصر القومي خط أحمر ولا تهاون في حمايته، إضافة إلى توجيه مصر الدعوة لاستضافة قمة إقليمية دولية من أجل تناول تطورات ومستقبل القضية الفلسطينية.
وقرر الرئيس السيسى إعلان حالة الحداد العام في جميع أنحاء جمهورية مصر العربية لمدة ثلاثة أيام، حدادًا على أرواح الضحايا الأبرياء لجريمة قصف المستشفى الأهلي المعمداني بقطاع غزة، وعلى جميع الشهداء من أبناء الشعب الفلسطيني الشقيق.
وكشفت قمة القاهرة للسلام التى استضافتها مصر فى أكتوبر الماضى، الكيان الصهيونى أمام العالم، والتى كانت أول قمة دولية عقب العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، وعلى هامش هذه القمة عقد الرئيس السيسي، لقاءات ثنائية منفصلة مع كلٍ من أنطونيو جوتيريش سكرتير عام الأمم المتحدة، وجورجيا ميلوني رئيسة وزراء إيطاليا، وشارل ميشيل رئيس المجلس الأوروبي.
وفى كلمته أمام القمة، شدد الرئيس السيسى على أن مصر تدين، بوضوح كامل، استهداف أو قتل أو ترويع كل المدنيين المسالمين وفي الوقت ذاته، تعبر عن دهشتها البالغة من أن يقف العالم متفرجًا على أزمة إنسانية كارثية يتعرض لها مليونان ونصف المليون إنسان فلسطيني، في قطاع غزة يفرض عليهم عقاب جماعي وحصار وتجويــع وضــغوط عنيفــة للتهجير القسري في ممارسات نبذها العالم المتحضر الذي أبرم الاتفاقيات، وأسس القانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني، لتجريمها، ومنع تكرارها مما يدفعنا لتأكيد دعوتنا، بتوفير الحماية الدولية، للشعب الفلسطيني والمدنيين الأبرياء .
ثم تساءل الرئيس: أين قيم الحضارة الإنسانية التي شيدناها على امتداد الألفيات والقرون؟..أين المساواة بين أرواح البشر دون تمييز أو تفرقة أو معايير مزدوجة؟
وأمام القمة الافتراضية لمجموعة العشرين، قال الرئيس السيسى  إن أسلوب تفاعل المجتمع الدولي مع الحرب الدائرة في الأراضي الفلسطينية يعد تجسيدًا للانتقائية، فلا تزال آلة الحرب تحصد المزيد من الأرواح وتخلف الدمار والتشريد بالرغم من التحذيرات الدولية المتصاعدة بضرورة حماية المدنيين واحترام القانون الدولي بالإضافة إلى ضرورة حصول الشعب الفلسطيني على حقه المشروع في إقامة دولته والعيش بسلام وأمن بجانب إسرائيل.
وأمام حشود الآلاف من المصريين باستاد القاهرة الدولى، انطلقت فعالية “تحيا مصر.. استجابة شعب تضامنًا مع فلسطين” برعاية وحضور الرئيس السيسى، حيث انطلقت أكبر قافلة من شاحنات المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بالتزامن مع الفعالية.
وقال الرئيس السيسى، إن مصر لم تغلق معبر رفح أبدًا، مشيرًا إلى أن بعض وسائل الإعلام الخارجية قامت بدور حتى تسيء لمصر، مضيفًا:”مصر لم تغلق المعبر أبدًا ولن تغلقه في وجه المساعدات”.
وحتى كتابة هذه السطور، ما يزال العمل على قدم وساق داخل أروقة الرئاسة المصرية لتقديم الدعم والمساندة للأشقاء فى غزة، وإنفاذ المساعدات الإنسانية والإغاثية إلبهم دون انقطاع،  والعمل على وقف إطلاق النار لحماية المدنيين والدخول فى مفاوضات جادة لحصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة.
ومؤخرًا، شارك الرئيس السيسى في القمة الثلاثية المصرية الأردنية الفلسطينية، التي عقدت بمدينة العقبة بالأردن؛ حيث حرص الرئيس على تنسيق المواقف مع شقيقيه الملك عبد الله الثاني، والرئيس محمود عباس، لضمان وحدة الصف والمواقف، وبما يحافظ على أمن واستقرار شعوب المنطقة.
‏‎وأكد الرئيس السيسى حرص مصر على تقديم وتنسيق وإيصال المساعدات الإغاثية إلى أهالي القطاع، وهو ما نتج عنه إدخال آلاف الأطنان من الوقود والمواد الإغاثية، واستقبال أعداد كبيرة من المصابين لعلاجهم بالمستشفيات المصرية، مشدداً على أن ما تم تقديمه ليس كافياً لحماية أهالي القطاع من الكارثة الإنسانية التي يتعرضون لها، والتي تتطلب وقفة حاسمة من المجتمع الدولي للدفع تجاه وقف إطلاق النار، والذي يمثل الضمانة الأساسية لإنقاذ أهالي القطاع، ونزع فتيل التوتر في المنطقة.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *