الرئيس السيسي ونائبة الرئيس الامريكي

إسرائيل تحاول فرض “التهجير بقوة العدوان” وسياسة الأرض المحروقة.. فاتورة الشهداء تقترب من 16 ألفًا.. دبلوماسية القاهرة تواصل الصمود لحماية القطاع.. وكامالا هاريس للرئيس السيسى: لن نقبل الترحيل القسرى للفلسطينيين

كتبت\هبه عبدالله

مؤامرة ممتدة تحاول إسرائيل تمريرها منذ بدء الحرب الأخيرة على قطاع غزة في 7 أكتوبر الماضي، وهي المحاولات التي لم تنتهِ برغم إقرار هدنة إنسانية تم تمديدها علي مدار الأسبوع الماضي، وتخللها تبادل للأسري والرهائن.

ومنذ بداية الحرب حاول الاحتلال الإسرائيلي عبر مستويات عدة تفريغ قطاع غزة من سكانه عبر القصف الوحشي المتعمد واستهداف المدنيين داخل القطاع، أو عبر تسريب محاضر اجتماعات حكومية وأخرى شبه حكومية لوسائل إعلام عالمية بهدف إقناع الدول الغربية بالمقترح المشبوه وحثها علي ممارسة ضغوط علي دول الجوار الفلسطيني لقبول أهالي القطاع داخل أراضيهم.

وعلي مدار اليومين الماضيين، شرع جيش الاحتلال الإسرائيلي في تفعيل مخطط التهجير القسري لأبناء الشعب الفلسطيني من قطاع غزة، وذلك بتقسيم القطاع إلى مربعات سكنية بهدف تهجيرها بشكل منظم خلال العمليات العسكرية التي يقوم بها جيش الاحتلال بعد انهيار الهدنة الإنسانية بين حماس وإسرائيل مؤخراً.

ونشر جيش الاحتلال الإسرائيلي خارطة تقسّم قطاع غزة إلى مئات المربعات السكنية يبلغ عددها 2300 بلوك سكني، زاعما أن الهدف من ذلك هو تمكن الفلسطينيين من التعرف على أماكن الإخلاء بموجب هذا التقسيم، وجاء هذا التقسيم بعد طلب الولايات المتحدة من إسرائيل اتخاذ إجراءات لحماية المدنيين العزل خلال عملياتها العسكرية في غزة.

وبرغم المحاولات الممتدة للاحتلال، إلا أن الدبلوماسية المصرية نجحت في وأد تلك المؤامرة بشكل واضح بإعلان القاهرة عبر مناسبات عدة رفض سيناريو تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، وتوضيح مدي خطورة تلك السيناريوهات علي القضية الفلسطينية، وعلي المنطقة بأكملها ، وهو ما دفع الدول الغربية والولايات المتحدة لتبني موقف مغاير، والاعلان صراحة عن رفض هذا المقترح.

الموقف الأمريكي الذي جاء بعد اتصالات متبادلة بين القاهرة وواشنطن منذ بدء الحرب، عبرت عنه نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس خلال مباحثاتها مع الرئيس عبدالفتاح السيسي في دبي، علي هامش قمة المناخ كوب 28.

وفي بيان لها، قالت السفارة الأمريكية لدي القاهرة إن هاريس أعربت عن شكرها للرئيس السيسي على جهوده في التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل والفصائل، والذي أتاح وقفًا ممتدًا للقتال وأدى إلى إطلاق سراح أكثر من 100 رهينة، بما في ذلك أمريكيون، مع زيادة كبيرة في تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة، قبل أن يتم خرق الهدنة. كما وجهت نائبة الرئيس الشكر للرئيس السيسي على جهوده في المساعدة في إجلاء المواطنين الأمريكيين من غزة.

وشددت على أن الولايات المتحدة ستظل ملتزمة بالسعي بلا هوادة إلى إطلاق سراح جميع الرهائن بالتعاون الوثيق مع الشركاء الإقليميين، وأعربت عن دعمها المستمر لفترات توقف طويلة في القتال لإخراج الرهائن ومساعدتهم.

وأكدت نائبة الرئيس أن الولايات المتحدة لن تسمح تحت أي ظرف من الظروف بالترحيل القسري للفلسطينيين من غزة أو الضفة الغربية، أو حصار غزة، أو إعادة رسم حدود غزة. وناقشت نائبة الرئيس الأفكار الأمريكية للتخطيط لمرحلة ما بعد الصراع في غزة بما في ذلك الجهود المبذولة في إعادة الإعمار والأمن والحكم.

وأكدت أن هذه الجهود لا يمكن أن تنجح إلا إذا تمت متابعتها في سياق أفق سياسي واضح للشعب الفلسطيني نحو دولة خاصة به تقودها سلطة فلسطينية متجددة وتحظى بدعم كبير من المجتمع الدولي ودول المنطقة.

ودخل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، السبت، يومه الـ 57 تواليًا، بتجدد الغارات والأحزمة النارية والقصف المدفعي وسط تركيز على استهداف المنطقة الشرقية لخانيونس، وقصف المساجد، واقتراف المزيد من جرائم الإبادة الجماعية.

وتواصل طائرات الاحتلال الاسرائيلي شن غارات مكثفة وأحزمة نارية على ارجاء متفرقة من خانيونس.

فيما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي منذ بدايته إلى 15207 شهداء، مشيرة إلى ارتفاع عدد المصابين إثر العدوان الإسرائيلي منذ بدايته إلى 40652 جراحهم متفاوتة، مؤكدة أن 70 من الضحايا من النساء والأطفال.

أشارت الصحة الفلسطينية في غزة إلى استشهاد 280 من الكوادر الصحية في مختلف مناطق قطاع غزة، مؤكدة تعمد الاحتلال استهداف المنظومة الصحية لإخراجها عن الخدمة والمستشفيات عاجزة عن استقبال المصابين، مؤكدة عدم وجود أماكن آمنة في قطاع غزة عكس ما يدعيه الاحتلال الإسرائيلي.

واستهدف الاحتلال الإسرائيلي 130 مؤسسة صحية وأخرج 20 مستشفى عن الخدمة، وفقدت المستشفيات الفلسطينية قدرتها العلاجية والاستيعابية ومئات الجرحى يعالجون على الأرض، مع تعمد الاحتلال خنق المستشفيات في شمال قطاع غزة لإرغام سكانه على النزوح جنوبا.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *