سانت كاترين

كنوز مصرية.. كاترين وموسى والصفصافة سحر أعلى جبال سيناء.. تعانق الشمس صيفا وتحتضن الجليد فى الشتاء.. رحلة التشويق والمغامرة تبدأ من “فرش الرمانة”.. واستمتع بقصص الأهالى عن وادي سيلة

كتبت\هبه عبدالله

كاترين إحدى هدايا الله لمصر البلد الآمنة، فكلما زرتها عدت ومعك مشهد لا تنساه، هى المدينة التى تقع وسط محافظة جنوب سيناء، ويحمل كل جزء منها روح المغامرة والاستكشاف لا تنتهى، ورحلات السفارى على مدار العام فلكل فصل فيها، له طقوسه الخاصة به صيفاً وشتاء، فمدينة سانت كاترين هى قبلة رحلات السفاري في مصر وأشهرها فالمنطقة الجبلية تكسوها الشمس اللامعة طوال اليوم و تتحول بمرور شهور لثلوج ماسية تكتسي الجبال بالشتاء.

سانت كاترين ليست مجرد مدينة عادية، فهى محمية طبيعية وتعد من أكبر المحميات الطبيعية في مصر، تضم بين جناباتها أعلى جبال سيناء وأشهرهم فهناك جبل كاترين وجبل موسى وجبل الصفصافة.
وفى جولة داخل المدينة التى اختارها الله ليحدث نبيه الله موسى فيها، وبها شجرة العليقات تلك الشجرة التى لم يتمكن أى جهة علمية من استنساخها أو زراعتها، ناهيك عن الاعشاب الطبية التى تنمو طبيعى للاستشفاء من كل الأمراض .
إن كنت من هواة رحلات السفارى والتخيم، يمكنك حمل شنطتك، واستقلال اتوبيس كاترين الوحيد الذى يخرج من موقف الترجمان برمسيس مطار القاهرة البرى، والذى يتحرك التاسعة صباحا يوميا من قلب القاهرة ليصل السادسة مساءا قلب كاترين.
وحين تصل عليك البحث عن مخيم بدوى يستقبلك بحفاوة المصريين عامة والعرب خاصة، المخيم أو الكامب كما يسميه بدو سيناء، هو فندق صغير غرفته فيها كل ما تحتاجه، ففي بداية يومك الأول فى كاترين اجتمع  صباحاً مع أصدقاء  رحلتك لإعداد التجهيزات الخاصة بالرحلة، وان احتاجت اى شىء ستجده بالمدينة حيث انه يسكنها مجموعة من قبائل البدو على رأسهم قبيلة الجبالية والحويطات، العديد منهم يعمل في الإرشاد الجبلي والتأمين السياحي، فهم ادرى بجبالها
وقبل بدء رحلتك سيراً على الأقدام، اترك جميع متعلقاتك الشخصية، واصطحاب فقط حقيبة صغيرة بها مياه الشرب وبعض الأطعمة الخفيفة والكاميرا، ثم  اتجه نحو الجبل، وقتها ستجد الطريق اشبه بالممر وصعب بعض الشىء فى الصعود بطول الجبل، الطريق يستغرق حوالي ساعة حتى تصل إلى وادي بين الجبال ، وسيخبرك خرير الماء ومنظر الحديقة وبئر ماء، انك فى وادى طليحة.
 خذ استراحتك وحدد بعدها إلى أين ستكون وجهتك فهناك أماكن مختلفة يمكنك الذهاب لها، وننصحك أن تبداء  رحلتك من جبل الخديوي عباس فهو يستغرق ساعة ذهابا وإيابا ومن فوقه ستشاهد المدينة من أعلى وكأنها ام تحتضن ولديها وتحنو عليه.
ويمكنك أيضا أن تبدأ رحلتك من وادي طينة موضع  الأحواض المائية والحدائق وبعد ذلك خد استراحتك وتناول الغداء وسط هذه الطبيعة الخلابة  الصافية.
واستكمل رحلتك إلى أن تصل “فرش الرمانة” وهنا تبدأ رحلة التشويق والمغامرة، فبها شقوق ضيقة وعليك أن تمر عبر قنوات مائية، كما يمكنك تسلق الصخور الصحراوية الضخمة.
وحتى تكمل مغامرتك بنفس الحيوية التى انت عليها بعد هذه المغامرة فى التنقل بين الصخور، لابد أن  تأخذ قليلا من  الراحة في المكان أو النوم قليلاً بعد استمتاعك بالمكان واسترخاء جسمك.
وأنت فى كاترين سيروى لك الجميع حكايات وحكايات، سواء حكايات لسكان المدينة أو زوارها، فاذا كنت من محبي القصص الخيال القديمة بمغامراتها المختلفة، سيرشدك أهل كاترين إلى ضرورة زيارة وادي سيلة، هذا  الوادي ذو الكهوف الكثيرة وأحجاره المتنوعة.
أثناء استمتاعك بكل هذه الهدايا الربانية من تكوينات وجبال ووديان سيبهرك كرم البدو الذين تراهم يقومون بتجهيز النار واحضار الشاي البدوى ” الحبق”  كواجب ضيافة.
كاترين لها طبيعة خاصة فهى فوق سطح البحر بحوالى  1600 متر تقريبا طقس يميل  للبرودة الشديدة ليلا، وتصل درجة الجو ل 10.5 درجة مئوية، الأمر الذى يجعلك تستمتع بالتجمع مع أصدقاءك حول النار مع ليالي السمر والأحاديث الطويلة وسط هذه الطبيعة الخلابة.
لا يفوتك وأنت راحل عن كاترين أن تجمع بعض الحجارة والرسم بها قبل الرحيل لتترك ذكرى لك بالمكان. ولابد من صعود جبل كاترين حتى تصل لقمة أعلى جبل في مصر  يصل ارتفاعه لأكثر 2885م .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *