الحرب

عام على الحرب الروسية الأوكرانية.. حرب مشتعلة وحقائق غائبة.. تقارير صحفية: بوتين “ينتصر” وكييف “تنهزم”.. بايدن “عاجز” والناتو “يختفي”.. وأوروبا “تفشل” في تدفئة شعوبها

كتبت\هبه عبدالله

لا تحرموا الإنسان من الكذب.. ولا تخبروه الحقيقة… لأنه لن يتمكن من العيش من خلال الحقيقة”… إنه الفيلسوف الألماني فريدريك نيتشه (1844-1900)، الذي أعتقد الزعيم النازي أدولف هتلر انه “الراعي لأحلامه بالسيطرة على كوكب الأرض”.

فبعد مرور عام من اشتعال فتيل الحرب الروسية- الأوكرانية ميدانيا، (24 فبراير 2022)، باتت “الحقيقة” الوحيدة في تلك الحرب، هي بذاتها “أم الحقائق” التي يراد إخفائها عن أعين وعقول البشر، مهما تفاوتت بصيرتهم ودرجة ذكائهم من الأدنى إلى الأعلى.

هكذا… ومنذ بداية الحرب، دخلت روسيا في أكبر مواجهة جيوسياسية مع المنظومة الغربية، ووقعت تحت أضخم قائمة عقوبات عرفها تاريخ العلاقات الدولية، كما وضع الاقتصاد الروسي تحت ضغوط طالت كافة قطاعاته.

وتعتبر “العملية العسكرية الخاصة” في أوكرانيا، كما تسميها موسكو، أول نزاع عسكري كبير خلال الـ30 عامًا الماضية، تخوضه قوات تستخدم ترسانة شبه كاملة من الوسائل المتاحة للحرب على الأرض وفي البحر والسماء، حتى مع استثناء الأسلحة النووية.

ووسط هذه المعطيات، برزت في روسيا مقاربة سياسية وعقائدية جديدة، تقوم على حتمية إقامة نظام دولي متعدد الأقطاب، بعد أن غيّرت نهاية الحرب الباردة وانهيار الاتحاد السوفياتي عام 1991 مسار ميزان القوى العالمي، حيث لم تجد موسكو مكانا لها في المؤسسات التابعة للمنظومة الغربية، ما أدى إلى انهيار مدو لرهان النخبة السياسية التي أدارت شؤون البلاد مع مطلع تسعيينيات القرن الماضي، ورسمت مسارات علاقاتها الخارجية وتوجهاتها الاقتصادية، والتي كانت غربية النزعة.

من جانبه، اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في خطاب مقتضب خلال مهرجان وطني كبير في ملعب لوجنيكي في موسكو، أن روسيا تحارب حاليا في أوكرانيا من أجل “أراضيها التاريخية“.

وكان احتشد عشرات الآلاف من الأشخاص في ملعب لوجنيكي، الذي يتسع لـ81 ألف شخص، ولوحوا بالأعلام الروسية البيضاء والزرقاء والحمراء، فيما كانوا يستمعون إلى الأغاني الوطنية في انتظار وصول بوتين.

وقال بوتين، على منصّة: “أخبرتني القيادة (العسكرية) أن معارك جارية داخل أراضينا التاريخية من أجل شعبنا“.

وتابع: “اليوم، نحن ندافع عن مصالحنا وشعبنا وثقافتنا ولغتنا وأرضنا.. أمتنا بأكملها هي المدافع عن وطننا“.

وأضاف: “المجد للمدافعين عن الوطن… إنهم يقاتلون ببطولة وشجاعة… نحن فخورون بهم“.

وتحدث بوتين في أكثر من مناسبة عن “أراضي روسيا التاريخية”. وفي أواخر يناير الماضي، وقال إن الهدف من العملية العسكرية الروسية الخاصة هو “حماية روسيا وسكانها من أي تهديدات من الأراضي المجاورة التي هي أراضينا التاريخية”.

وعسكريا… تقول أرقام قدمتها النرويج إن حصيلة الخسائر في صفوف الجيش الروسي بلغت 180 ألف قتيل وجريح، ونحو 100 ألف جندي أوكراني قتيل.

وكانت روسيا وأوكرانيا متحفظتان عل ذكر خسائرهما طوال العام الأول للحرب، ولم تتطرقا إلى الأمر إلا قليلا.

وتقول الأرقام الرسمية الروسية إن أقل بقليل من 6 آلاف جندي قتلوا، لكن هذا الرقم يعود إلى سبتمبر من عام 2022.

في المقابل، تقول أوكرانيا في آخر إحصاء نشرته في ديسمبر 2022 إن 13 ألف جندي من قواتها قتلوا.

الخلاصة هي أن الهجمات الروسية المتعددة سببت خسائر جسيمة في الجانب الأوكراني. وهو ما يتضح من كثرة الأعلام الصفراء والزرقاء المنصوبة في المقابر، وفق “فرانس برس”.

وفي ماريوبول، المدينة الساحلية في الجنوب الأوكراني، تحوّلت المباني إلى هياكل سوداء، وكانت الجثث تغطّي الشوارع بعد ثلاثة أشهر من القصف الروسي.

وأحصت كييف أكثر من 20 ألف قتيل مدني أوكراني في المدينة.

وفي الإجمال، يُقدّر أن 30 إلى 40 ألف مدني قتلوا في الحرب، وفقا لمصادر غربية.

وفي نهاية يناير الماضي، قدّرت الأمم المتحدة عدد القتلى والجرحى بنحو 18 ألفا، مع الإقرار بأن “الأرقام الفعلية أعلى بكثير”، وقالت كييف إن بين القتلى أكثر من 400 طفل.

في حين قالت الأمم المتحدة إن معظم الضحايا قتلوا في القصف الروسي. كما حصل في دنيبرو حيث قتل في منتصف يناير ما لا يقل عن 45 شخصا بينهم ستة أطفال عندما ضرب صاروخ عابر مبنى سكنيا. ونفى الكرملين مسؤوليته عن الضربة.

وتقول كييف إن هناك ألغاما مزروعة في 30% من الأراضي الأوكرانية. هذه الألغام، وإن كانت أقل فتكا في الوقت الحالي، خطيرة جدًا على المدى الطويل وتستغرق إزالتها عقودًا، وفق خبراء.

ويستحضر الوضع في شرق أوكرانيا الغارق في الحرب والدماء صور الحرب الكبرى… جنود منهكون في قاع الخنادق الموحلة، وقصف مدفعي متواصل، وحفر ضخمة خلفتها القذائف، ومشاهد مدن وقرى مدمرة تبعث على الرعب.

ويمتد خط الجبهة “النشط” على طول 1500 كيلومتر من الشمال إلى الجنوب في شرق أوكرانيا، بحسب قائد الجيش الأوكراني فاليري زالوجني.

ومن بين النقاط الساخنة باخموت التي يصفها المقاتلون الأوكرانيون بأنها “جهنم على الأرض”، حيث تدور معركة دامية منذ الصيف، وحيث تتقدّم القوات الروسية ومقاتلو مجموعة فاغنر مترًا بعد متر، منذ أسابيع.

وما زال بضعة آلاف من المدنيين يعيشون في المدن التي تتعرض للقصف مختبئين في الأقبية، بدون ماء أو كهرباء، معتمدين على المساعدات الإنسانية التي يقدمها متطوعون شجعان.

وخلف الجبهة، لا تسلم مدن مثل كراماتورسك من الضربات القاتلة، أما المناطق التي تم تحريرها خلال الهجوم الأوكراني المضاد في الخريف، فهي مدمّرة تماما، ويمكن أن تسقط في أيدي الروس.

وتحتل القوات الرسوية نحو 18% من أوكرانيا، ولكن وفقا للجنرال زالوجني، استعادت كييف 40% من الأراضي المحتلة بعد 24 فبراير.

ويشير الروس إلى أن بلادهم نجحت رغم التكلفة الباهظة في الصمود بوجه العقوبات الهائلة من الغرب، وأن العملية العسكرية أدت إلى توحيد الرأي العام حول القيادة السياسية وساهمت في تصاعد المشاعر القومية كحالة مماثلة لتلك التي شهدتها البلاد بعد قرار ضم جزيرة القرم في عام 2014، حيث دخلت عبارة “إجماع القرم” حيز الاستخدام السياسي، وبات الحديث الآن يدور عن “إجماع الدونباس“.

وبخصوص الحديث عن تزايد المخاطر باندلاع حرب نووية، يرى أن امتلاك روسيا أسلحة نووية “أكثر تقدما” من تلك التي تمتلكها أي قوة نووية أخرى يشكل وسيلة للردع وليس مبررا للتصعيد، وإلا فإن الدخول “الغربي” كان يمكن أن يكون مباشرا وليس هجينا كما هو الآن.

لقد حققت روسيا مجموعة نقاط، أهمها: إضافة 4 مناطق جديدة ومتكاملة تاريخيا إلى روسيا، يبلغ تعداد سكانها عدة ملايين وبمساحة كبيرة (أكثر من 6 ملايين شخص و100 ألف كلم مربع).

وتعزيز الأمن الإستراتيجي لروسيا بسبب بحر آزوف الداخلي، وتدمير مختبرات البنتاجون البيولوجية في أوكرانيا.

وتفعيل البناء العسكري الروسي وتعبئة الصناعة الدفاعية، مع الأخذ بعين الاعتبار الفترة الطويلة الحتمية للصراع مع الولايات المتحدة وحلفائها.

وتدمير ترسانات الناتو العسكرية في مسرح العمليات الأوكرانية.

وإعادة توجيه العلاقات الاقتصادية ونمو المكانة الدولية لروسيا، والتمكن من زعزعة استقرار الاقتصاد الغربي كنتيجة للعقوبات ضد موسكو.

كما أن السيطرة على محطة زاباروجيا النووية تعتبر ورقة إستراتيجية من شأنها أن تعزز في المستقبل موقف موسكو التفاوضي حتى في حال قدوم قيادة سياسية جديدة في أوكرانيا تكون مختلفة في توجهاتها السياسية نحو روسيا ومستقبل العلاقة معها.

أما التكلفة فقد كانت هائلة بالنسبة لأوكرانيا التي تقلّص ناتجها المحلي الإجمالي بنسبة 35% في عام 2022، وفقا للبنك الدولي.

وقدّرت أكاديمية كييف للاقتصاد في يناير الأضرار بنحو 138 مليار دولار، بالإضافة إلى 34,1 مليار دولار هي خسائر القطاع الزراعي.

 وأحصت منظمة يونسكو من جانبها تضرر أكثر من 3000 مدرسة و239 موقعا ثقافيا.

ومنذ سبتمبر، استهدفت موسكو بشكل منهجي البنية التحتية للطاقة.

وبحلول ديسمبر، كان نصف منشآت أوكرانيا تقريبا في هذا القطاع متضررا، ما أدى إلى إغراق الأوكرانيين في الظلام والبرد.

وتسبّب القتال، وفقا للأمم المتحدة، بمغادرة ما يقرب من 8 ملايين شخص أوكرانيا ونزوح 6 ملايين آخرين داخليا.

وتستضيف بولندا أكثر من مليون من اللاجئين الأوكرانيين، مما يجعلها أول دولة مضيفة لهم.

ويقول المسؤولون المعينون من طرف روسيا إن ما لا يقل عن 5 ملايين أوكراني غادروا بلادهم إلى روسيا. لكن كييف تتحدث عن “إجلاء قسري”.

في أبريل الماضي، عبرت مواكب من المركبات العسكرية الأوكرانية التي يعود تاريخها إلى الحقبة السوفياتية ويعد بعضها تحفا حقيقية،

في نوفمبر، قدّر معهد البحث الألماني كيل بنحو 37.9 مليار يورو قيمة المعدات العسكرية التي وعد شركاء كييف بتقديمها لها.

 ويعتقد أن قاذفات “هيمارس” الأمريكية الصاروخية المتعددة التي يبلغ مداها 80 كلم والمتفوقة على المعدات الروسية، أسهمت في التقدّم الكبير الذي سجلته قوات أوكرانيا في الخريف وفي استعادتها مساحات شاسعة من أراضيها في مناطق خاركيف في الشمال الشرقي وخيرسون في الجنوب.

وفي يناير، قرر الغرب تسليم كييف دبابات ثقيلة، بعد أن تردّد في ذلك فترة طويلة.

وتطالب أوكرانيا بتزويدها بطائرات مقاتلة.

أمريكيا… قال الرئيس جو بايدن، في العاصمة البولندية وارسو، خلال لقائه قادة دول “مجموعة بوخارست” التي تضم في عضويتها 9 دول، إن حلف شمال الأطلسي “الناتو” بات أقوى بعد مرور عام على اندلاع الحرب في أوكرانيا، معتبرا قرار نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، بتعليق العمل بمعاهدة “نيو ستارت” النووية خطأ جسيما.

وصرّح بايدن بأن التزام الولايات المتحدة تجاه “الناتو” واضح، وهو الدفاع عن كل شبر من أراضي الدول الأعضاء فيه.

وأضاف بأن الحلف بات أقوى من أي وقت مضى، مؤكدا أن بلاده ستدرس الخطوات المقبلة التي يمكن للحلف اتخاذها بشكل جماعي.

وقال بايدن إن بوتين ارتكاب خطأ كبيرا بإعلائه تعليق مشاركة روسيا في معاهدة “نيو ستارت”، آخر معاهدة متبقية بين موسكو وواشنطن تضع قيودا على أسلحتهما النووية الاستراتيجية.

ووجه الرئيس الأميركي حديثه إلى قادة “مجموعة بوخارست” قائلا إن الجناح الشرقي في الناتو (أعضاء المجموعة) يمثلون الخط الأمامي في دفاعنا الجماعي.

وظهرت هذه المجموعة في عام 2015 في بوخارست عاصمة رومانيا، في أعقاب قرار روسيا ضم شبه جزيرة القرم.

وتضم في عضويتها كلا من: رومانيا، وبولندا، وبلغاريا، والتشيك، وهنغاريا، وإستونيا، ولاتفيا، وليتوانيا، وسلوفاكيا.

وكان هناك عشرات المليارات من الدولارات اُنفقت على حرب صار عمرها سنة، وارسلت الولايات المتحدة حوالي 115 مليار دولار بين أسلحة ومساعدات عينيّة، وبلغت مساهمات الإتحاد الأوروبي أكثر من 67 مليار دولار.

وعلى الرغم من الخلاف القائم بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي، غير ان الإدارة الأمريكية ماضيةٌ في دعم اوكرانيا حتى النهاية.

وسبق أن روجت واشنطن ان الولايات المتحدة هدفها في هذه الحرب استنزاف القوة الروسية في حرب طويلة الأمد، وأستطاعت ان تجمع دول الإتحاد الأوروبي تحت لوائها، وأجبرته على الإنخراط فيها ودفع المزيد الذي ربما يصل الى حرب على أراضيها.

أماميا… شهدت مدينة نيويورك الأمريكية، حيث مبنى الأمم المتحدة ومجلس الأمن نحو 11 جلسة، كلها تحت عنوان ” متّحدون من أجل السلام”، وكلها شهدت ولادة قرارات بـ”شبه إجماع” يؤكد على ضرورة إنهاء الحرب الروسيّة-الاوكرانيّة والإنسحاب الشامل والفوري وغير المشروط من كافة أراضي أوكرانيا.

وتؤكد مشاريع القرار تلك على ان “العدوان الروسي على اوكرانيا يعتبر انتهاكاً لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي”، وتقر باستقلالية وسيادة اوكرانيا ووحدتها، وتطالب بإيجاد نظام للمساءلة والمحاسبة لكل الذين ارتكبوا جرائم حرب ضد الإنسانية فيها.

ويحقق مكتب حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، من سقوط 18 الف ضحية مدنية حتى اليوم، ولجوء 8 مليون شخص الى دول اوروبا المجاورة، ونزوح حوالي 6 مليون ، أغلبهم نساء وأطفال.

لكن يبدو أن حساب الأمم المتحدة يختلف عن حساب الإدارة الأمريكية التي أعلنت على لسان رئيس هيئة الأركان الجنرال ميلي، عن سقوط 40 الف مدني، ومئة ألف جندي روسي وأوكراني، وتحوّل 13 مليون أوكراني الى مسمّى لاجئ.

ودول الناتو التي بدل ان تقنع روسيا بطاولة المفاوضات لتُنهي هذا الصراع، نراها تصبّ النار في هشيم المؤتمرات العالمية، وتعلن عن دعم أكبر من اسحلة ودبابات وطائرات حديثة الصنع، وتعقد اجتماع ميونخ للأمن السنوي، لأول مرة، من دون دعوة روسيا. وفي الوقت الذي نرى فيه تقدم القوات الروسية في المدن الأوكرانيّة، وتعلن فرنسا وبريطانيا عن مفاوضات ستحصل بين طرفي النزاع تكون الحلقة الأضعف فيه موسكو، في شبه طلاق كبير بين ما يحصل ميدانياً وما يدور من خطابات رنانة وداعمة وتوزيع أوسمة على صدر الرئيس الاوكراني فولوديمير زلنسكي، على حساب شعب اوروبا بكامله، الذي دخل في حياة صعبة جديدة، بعيدة كل البعد عن رفاهية عاشها على مدى قرون.

وما يبعث على الحيرة كيف ان المانيا العظيمة مثلاً، التي ما إن أحسّت بالخراب الإقتصادي الذي من شأنه ان يدخل دارها، حتى سارعت الى الصين لتقديم الطاعة، ولكن سرعان ان عادت الى معسكرها الغربي ووضعت كل امكاناتها الحربية في خدمة كييف.

وعلى الرغم من ارتفاع أسعار الوقود واختفاء القمح من دولة الى أخرى، وضرب أنابيب الغاز في اوروبا، في حرب اقتصادية واضحة المعالم، يبدو ان الصراع سيتسمر، الى أجلٍ غير مسمى.

وبخصوص الحديث عن تزايد المخاطر باندلاع حرب نووية، يرى الغرب أن امتلاك روسيا أسلحة نووية “أكثر تقدما” من تلك التي تمتلكها أي قوة نووية أخرى يشكل وسيلة للردع وليس مبررا للتصعيد، وإلا فإن الدخول “الغربي” كان يمكن أن يكون مباشرا وليس هجينا كما هو الآن.

لقد حققت روسيا مجموعة نقاط، أهمها: إضافة 4 مناطق جديدة ومتكاملة تاريخيا إلى روسيا، يبلغ تعداد سكانها عدة ملايين وبمساحة كبيرة (أكثر من 6 ملايين شخص و100 ألف كلم مربع).

وتعزيز الأمن الإستراتيجي لروسيا بسبب بحر آزوف الداخلي، وتدمير مختبرات البنتاجون البيولوجية في أوكرانيا.

وتفعيل البناء العسكري الروسي وتعبئة الصناعة الدفاعية، مع الأخذ بعين الاعتبار الفترة الطويلة الحتمية للصراع مع الولايات المتحدة وحلفائها.

وتدمير ترسانات الناتو العسكرية في مسرح العمليات الأوكرانية.

وإعادة توجيه العلاقات الاقتصادية ونمو المكانة الدولية لروسيا، والتمكن من زعزعة استقرار الاقتصاد الغربي كنتيجة للعقوبات ضد موسكو.

كما أن السيطرة على محطة زاباروجيا النووية تعتبر ورقة إستراتيجية من شأنها أن تعزز في المستقبل موقف موسكو التفاوضي حتى في حال قدوم قيادة سياسية جديدة في أوكرانيا تكون مختلفة في توجهاتها السياسية نحو روسيا ومستقبل العلاقة معها.

ووفقا لاستخبارات حلف شمال الأطلسي (الناتو)، تخسر روسيا نحو ألفي رجل مقابل كل 100 متر تكسبها في هجمات الموجات البشرية في شرق أوكرانيا، وفقا لصحيفة بريطانية.

ففي تقرير لها عن الموضوع، تقول صحيفة “تايمز” البريطانية إن هذه الأرقام جاءت بعد يوم من تعهدات وزراء دفاع الناتو بتوفير المعدات اللازمة لأوكرانيا لمواجهة الهجوم الروسي، لا سيما التهديد الجوي، وسط تقارير تفيد بأن الكرملين يحشد المقاتلات والقاذفات والمروحيات الهجومية على حدوده الغربية.

ونسبت الصحيفة لوزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن قوله إن “كل تركيز” الناتو منصب على توفير المعدات التي ستكون حاسمة في ساحة المعركة، وتمنح كييف القدرة على ردع روسيا في الأشهر الثلاثة المقبلة.

وأضاف أوستن أن “روسيا تواصل ضخ أعداد كبيرة إضافية من الأفراد في القتال”، مشيرا إلى أن معظمهم غير مدربين وغير مجهزين، و”لهذا السبب نراهم يتكبدون خسائر كبيرة”.

وقال مسؤولون أمريكيون إنهم كانوا يسارعون لتزويد أوكرانيا بأنظمة دفاع جوي متقدمة قبل هجوم جوي روسي ضخم مخطط له في الربيع.

وزعم أحدهم أن “القوات البرية الروسية ضعيفة وممزقة ومحبطة للغاية، ولذا فإن الاحتمال الأكبر هو أنها ستحاول التحول إلى القصف الجوي”.

ومن جانبه، حذر الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرج الحلف من “سباق لوجستي” لإيصال الذخيرة وأنظمة الصواريخ إلى أوكرانيا في الأسابيع المقبلة.

ولفت تقرير التايمز إلى أن مخزونات ذخيرة الأسلحة، مثل قذائف المدفعية، بدأت تنخفض، لأن معدل ما تطلقه أوكرانيا يصل إلى 5 آلاف قذيفة يوميا، كما زاد وقت انتظار طلبيات الذخيرة من 12 إلى 28 شهرا، حيث تكافح الصناعات الدفاعية لمواكبة ذلك.

ورغم أنه لا يوجد جواب قطعي أو حتى تقريبي لسؤال متى تنتهي الحرب لدى أغلب المراقبين السياسيين والعسكريين الروس، فإن المحلل السياسي ألكسندر فاسيليف يرجح أن تستمر العمليات العسكرية حتى عام 2024 على الأقل، إذ لا يمتلك أي من الطرفين القدرة في الظروف الحالية على شن هجوم ساحق ضد الخصم.

ويعتقد فاسيليف أن الغرب لن يدخل في صراع مباشر مع روسيا، بل سيواصل شن حرب بالوكالة عبر أوكرانيا، من خلال تزويدها بالأسلحة والمستشارين العسكريين، موضحا أن التقديرات بخصوص نهاية الحرب تعتمد بشكل كبير على استفحال أزمة الطاقة في القارة الأوروبية التي ستؤثر عاجلا أم آجلا على القرار السياسي في أوروبا، وبالتالي الموقف من أطراف الحرب، بحسب تعبيره.

ولا يستبعد فاسيليف في إجابته عن هذا السؤال، حصول انقسام سياسي داخل المنظومة الغربية كنتيجة للأزمة المتوقعة في أوروبا في مجال الطاقة، والتي قد تتحول، بحسبه، إلى أزمة ثقة بين مكوناتها، بما قد يؤدي إلى تحولها لعاصفة احتجاجات واضطرابات غير مسبوقة تعم الشارع الأوروبي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *