القمة العربية فى الجزائر

3 ملفات تحظى بزخم دولى على طاولة القادة العرب بقمة الجزائر.. اللاجئون أزمة قديمة بأبعاد مستحدثة بسبب الحرب الروسية الأوكرانية.. والجوع أبرز التحديات.. والتزامن مع قمة شرم الشيخ يفرض قضية التغيرات المناخية

كتبت\هبه عبدالله

العديد من الملفات الهامة تهيمن على فاعليات القمة العربية بالجزائر، ربما تمثل انعكاسا صريحا للتغيير الكبير في الأولويات، في ظل انعكاسات المشهد الدولي على المنطقة، في إطار الأزمة الأوكرانية، ناهيك عن تداعيات التغير المناخي، والذى بات يمثل أزمة دولية كبيرة، ترقى إلى تهديد السلم والأمن الدوليين، وقد تأكل الأخضر واليابس حال التقاعس الدولي عن اتخاذ خطوات حقيقية من شأنها احتواء تلك الظاهرة.
ولعل أبرز الملفات المطروحة على مائدة القمة العربية، تمثل انعكاسا كبيرا لتغيير ملموس في الأولويات نحو الانطلاق إلى الجانب الاقتصادى في ظل المستجدات الدولية والإقليمية سالفة الذكر، والتي تفرض قدرا كبيرا من الاختلاف على قمة الجزائر، إذا ما قورنت بما سبقها قمم أخرى.

ملف اللاجئين

ربما يبقى ملف اللاجئين ليس جديدا في المطلق، حيث تبقى المنطقة العربية أكثر مناطق العالم استقبالا للاجئين بسبب أزمات منطقة الشرق الأوسط، والتي تفاقمت بصورة كبيرة خلال العقد الماضي، جراء حالة الفوضى التي شهدتها العديد من دول المنطقة إثر ما يسمى “الربيع العربي” وتداعياته الكارثية على العديد من دول المنطقة، لتضيف المزيد من الأعباء على الدول العربية المستقبلة للاجئين.
إلا أن الجانب المستحدث في قضية اللاجئين، يتجسد بوضوح في الأزمة الأوكرانية، والتي باتت تمثل بعدا إضافيا للأزمة التي تعاني منها الدول العربية، في ضوء مسارين، أولهما انتقال أعداد من لاجئي أوكرانيا إلى دول عربية، بينما يقوم المسار الاخر على تحوّل تركيز بعض الفاعلين الدوليين لتمويل الأزمة الإنسانية التي خلفها الصراع الروسي – الأوكراني، وتقليص حجم التمويل المخصّص للاستجابة لأزمات المنطقة العربية، ولا سيما في الاستجابة للأزمات الإنسانية.
أزمة الجوع
يعد ملف الأمن الغذائي أحد أبرز القضايا المطروحة على مائدة القادة والزعماء العرب خلال فعاليات القمة العربية، في ظل معاناة العديد من الدول العربية من أزمات كبيرة في هذا الاطار، بسبب الاعتماد على استيراد الجزء الأكبر من الغذاء في المنطقة العربية.
وتعد الصراعات التي تشهدها المنطقة العربية سببا رئيسيا في أزمات العديد من الدول العربية، إلا أن أزمتي كورونا وأوكرانيا أضافتا الكثير من الأعباء على الدول العربية، خاصة مع توقف سلاسل الإمداد الغذائية أثناء الوباء، ناهيك عن توقف صادرات الغذاء القادمة من أوكرانيا منذ بدء العملية العسكرية في فبراير الماضي.
كانت الجامعة العربية قد استبقت القمة العربية بأيام، عبر التوقيع مع عدد من المنظمات الدولية الإقليمية والعربية بيان مبادرة القضاء على الجوع في المنطقة العربية وضرورة التعامل السريع مع تحديات الأمن الغذائي المستجدة في المنطقة العربية، وهي الخطوة التي تمثل تمهيدا لأحد أهم القضايا التي سوف تتناولها القمة العربية.

أثار التغيرات المناخية

يعد ملف التغيرات المناخية وأأحد أهم القضايا على طاولة القادة العرب، خلال اجتماع مجلس الجامعة العربية على مستوى القمة، حيث تعاني العديد من الدول العربية، من تداعيات هذه الظاهرة وأبرزها الجفاف، خاصة مع تزامن القمة العربية مع قمة شرم الشيخ، والتي تعد أول قمة مناخية تحتضنها دولة عربية

كان الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، قد حذر من معاناة الدول العربية من الشح المائي، وهو ما يساهم بصورة كبيرة في تفاقم أزمة الأمن الغذائي في المنطقة العربية، مطالبا بتنسيق الجهود العربية للحفاظ على الأمن العربي المائي ووضع سياسات مشتركة لكل الحكومات والأجهزة المعنية تتوخى حسن إدارة الموارد المائية وحل مشكلات الجفاف ‏والتصحر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *