فضيحة ابنة جون كيري.. كيف حصلت على 8 ملايين دولار لتمويل منظمتها؟

كشف موقع “بريتبارت” الأمريكي فضيحة من العيار الثقيل، فحواها أن ابنة وزير الخارجية الأمريكية، جون كيري، تمول منظمة غير هادفة للربح بـ 8 ملايين دولار من أموال دافعي الضرائب.

وقال الموقع في تقرير مطول “إن ابنة وزيرة الخارجية، جون كيري، تدير منظمة غير هادفة للربح، تقوم بتدريب الأطباء والممرضين في أفريقيا؛ مستغلة 8 ملايين دولار من أموال دافعي الضرائب الأمريكيين منذ أكثر من سبع سنوات”.

وأضاف أن الدكتورة فانيسا برادفورد كيري هي الرئيس التنفيذي لمنظمة “سيدز جلوبال هيلز”، وهي منظمة غير ربحية، والتي حصلت على التمويل الأولي بمبلغ 2 مليون دولار على مدار ثلاث سنوات من وزارة الخارجية، عن طريق برنامج “بيس كوربس” أو فرق السلام، وقد تمّ ذلك في العام 2012 بموجب عقد إذعان.

ويقول التقرير إنه “في تلك الأثناء، كان جون كيري الديمقراطي يمثل ولاية ماساشوستس في مجلس الشيوخ في الولايات المتحدة وكان يشغل منصب رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الذي يقر ميزانية وزارة الخارجية الأمريكية في كل عام”.

وبحسب ما ذكرته مؤسسة “ديلي نيوز”، تم تجديد عقد منظمة “سيد جلوبال هيلز” مع فرق السلام، بتمويل من وزارة الخارجية، لتحصل على مبلغ إضافي قيمته 6.4 مليون دولار لمدة أربع سنوات في العام 2015، وهذه المرة أيضًا بالإسناد المباشر.

وطرح موقع “بريتبارت” الأمريكي على مارك مارينو، الرئيس التنفيذي لتطوير منظمة “سيد جلوبال هيلز”، سؤالين حول هذه التسويات الاستثنائية، وذلك على النحو التالي:

– هل من الأخلاق أن تحصل منظمة ترأسها ابنة رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ (في  ذلك الوقت من العقد الأولي)، وفيما بعد وزير الخارجية (أثناء تجديد العقد) على عقد بالإسناد المباشر مع فرق السلام، وبتمويل من وزارة الخارجية؟.

أما السؤال الثاني فهو: لماذا لم تختر الرئيس التنفيذي للشركة فانيسا برادفورد كيري تمويل نشاطاتها الخيرية الشخصية من خلال التبرعات، وإنما بأموال دافعي الضرائب بالولايات المتحدة؟.

وسارع مارينو بالرد على أسئلة موقع بريتبارت نيوز بما يشبه بيان جاء فيه “لا يوجد تضارب في المصالح في الشراكة بين سيد جلوبال هيلز وفرق السلام والحكومة الأمريكية”.

وقال مارينو “لأجل تسجيل موقف وإيضاح حقيقة الأكاذيب، أكد والد الرئيس التنفيذي لمنظمة سيد جلوبال هيلز الدكتورة فانيسا، وزير الخارجية جون كيري، أنه لم يكن له أي دور أو تأثير في صنع قرار الشراكة سواء في مجلس الشيوخ أو في وزارة الخارجية”.

وأضاف “إن عملية تطوير الشراكة بين القطاعين العام والخاص سارت وفقًا للإجراءات والسياسات الحكومية الكاملة، والشفافية، والمشاركة بين الوكالات وموافقة الكونغرس”.

وتابع “فرق السلام، ومكتب منسق المساعدات العالمية في الولايات المتحدة، ومنظمة سيد جلوبال هيلز أقامت تلك الشراكة تلبية للتفويض بتدريب 140 ألف عامل في مجال الرعاية الصحية على مستوى العالم”.

وأوضح “تمويل البرنامج يخضع لإشراف الكونغرس من قبل لجنة فرعية (والتي لم تضم السيد كيري في أي وقت)، وكما في كل البرامج التي تتم في إطار خطة الرئيس الطارئة للإغاثة من الإيدز (بيبفار)، تم منح الكونغرس 10 أيام للمراجعة أو التعليق على الاعتمادات المطلوبة، ولم يتم تسجيل أية اعتراضات”.

وأشار إلى أنه “تم الاستشهاد بشكل خاطئ براتب الدكتور كيري باعتبار أن مصدره هو منظمة سيد جلوبال هيلز، ولكن إذا قمت بمراجعة التقارير المالية لدى مصلحة الضرائب رقم (990)، سوف يتضح أن الدكتور كيري لم تحصل من المنظمة على دولار واحد”.

وبين أن “المبلغ المنشور بطريق الخطأ على الإنترنت منذ العام 2014 هو من العمود E والعمودF من لائحة الضرائب، والذي يدخل تحت بند (تعويض آخر)، إلا أن هذا المبلغ وثيق الصلة بعمل الدكتورة كيري في مستشفى ماساتشوستس العام”.

وأردف مارينو “منظمة سيد هي منظمة غير حزبية وغير ربحية، وفقًا للبند 501 (ج) 3 للمنظمات ذات المهمة الهادفة لتعزيز الوعي الصحي وتوصيل الدعم للأماكن التي تواجه النقص الشديد في العاملين في مجال الصحة، من خلال العمل مع البلدان الشريكة لأجل التعزيز طويل الأجل للرعاية الصحية والموارد البشرية التي تحتاجها”.

 وتوفر المنظمة الخبرة الفنية للشراكات في مجال الصحة العالمية، وتعمل بشكل وثيق مع فرق السلام على تجنيد المتطوعين، والتدريب، والدعم، كما تعمل في مجالات الطب والتمريض، والقبالة، وتركز على تعزيز قدرات الموارد البشرية، مما يجعلها مختلفة عن المنظمات غير الحكومية الأخرى.

وقال مارينو إن “المنظمة لديها خطة لتحقيق الدول الشريكة معها الاكتفاء الذاتي، بحيث لا يكون لها حاجة لنا، وبالتالي يمكن في نهاية المطاف خفض المساعدات الأمريكية وأموال الدعم”.

وتابع “بالإضافة إلى ذلك ليست سيد المنظمة الوحيدة التي تقدم سداد الديون لأطباء الولايات المتحدة والممرضات والقابلات للعمل في الخدمات الصحية الدولية، وهو أمر تفعله المنظمة تمامًا من خلال العمل الخيري الخاص”

وأوضح “خلال فترة الثماني سنوات الخاصة باتفاق الشراكة بين القطاعين العام والخاص، ستضيف المنظمة مبلغًا إضافيًا قدره 23 مليون دولار من خلال جهودها الخاصة في العمل الخيري الخاص لدعم البرنامج. جزء من هذا التمويل سيوجه لمساعدة الأميركيين على الخدمة في إطار برنامج سداد الديون”.

 وبحلول نهاية هذا العام، ستكون المنظمة قد ساعدت بمبلغ 3.5 مليون دولار من ديون 147 طبيبًا أمريكيًا وممرضة وقابلة بتمويل من القطاع الخاص حتى يتسنى للمتطوعين التبرع بسنة أو أكثر للعمل في بيئة فقيرة الموارد”.

ورأى مارينو “أن الشراكة بين منظمة “سيد” والحكومة الأمريكية تمثل الأفضل في القطاعين العام والخاص، فيما يتعلق بترسيخ أكثر البرامج فعالية وكفاءة عبر سخائها والنجاح المبكر لنموذجنا، حيث قمنا بالتوسع في بلدين إضافيين هذا العام، وتلبية مطلب قيادة البلاد المحلية، بتدريب ما مجموعه 21 ألف طبيب وممرض خلال السنوات الـ3 المقبلة”.

وأوضح “تظهر البيانات أن العاملين في الخارج يتعزز لديهم الرغبة في العمل بالتخصصات التي تعاني من النقص وخدمة الفئات السكانية المحرومة هنا في الولايات المتحدة عند عودتهم”.

  إلا أن المعلومات التي قدمها مارك مارينو، الرئيس التنفيذي لتطوير منظمة “سيد جلوبال هيلز”، لم تجب على أي من الأسئلة التي طرحها موقع بريتبارت، حول منح أموال دافعي الضرائب الأمريكيين، لمنظمة تديرها ابنة وزير الخارجية.

واختتم الموقع تقريره بالقول “إن منح منظمة تديرها ابنة كيري، أموالا في إطار التعاون بين الدولة والقطاع الخاص قد يكون “قانونيًا” من الناحية الفنية البحتة، ولكنه ليس بالضرورة أخلاقيًا”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *