ميليشيا “حماة الديار” تثير انقساماً حاداً في لبنان (صور وفيديو)

تصاعد الجدل السياسي والطائفي في لبنان، اليوم الأربعاء، عقب الإعلان عن تشكيل ما يسمى ميليشيا “حماة الديار”، التي قدمت نفسها على أنها داعمة للجيش في مواجهة الإرهاب، وبدأت في توزيع السلاح على عناصرها وإقامة معسكرات للتدريب.

ويدور الجدل في لبنان، المثقل بالأزمات السياسية، حول حقيقة هذا التنظيم المسلح الجديد في لبنان وخلفياته الطائفية والسياسية، والجهة الممولة له والداعمة لأنشطته غير المعلومة.

ورأى فريق من الساسة اللبنانيين المؤيدين للفكرة أن “حماة الديار” لا تعدو كونها جمعية أهلية مستقلة تؤيد الجيش اللبنانيككثير من الجمعيات في البلاد رغم أنها لا تملك أي صفة رسمية أو أي ارتباط رسمي بالمؤسسة العسكرية.

14055056_1809843442568091_1116162931030716284_n

بينما اعتبرها آخرون نسخة طبق الأصل من “الحشد الشعبي” في العراق ومن أتباع النظام السوري “الشبيحة”، وأداة فتنة في المناطق التي تتواجد فيها، مطالبين الدولة اللبنانية بمواجهتها وحلها وسحب الترخيص منها درءاً للفتنة ومنعاً لسفك الدماء، على حد وصفهم.

وفي أبرز رد فعل على تأسيس “حماة الديار”، شن النائب وليد جنبلاط عبر حسابه بموقع “تويتر” هجوماً لاذعاً على مطلقي هذه الميليشيا، وقال في تغريدة له: “من الذي اخترع بدعة “حماة الديار”. الجيش وحده يحمي الديار. لسنا بحاجة إلى هذه البدعة الجديدة”.

وأضاف: “كفانا فوضى المرافقين وغير المرافقين كي تأتينا شلة جديدة تحت اسم حماة الديار، غدا تحت شعار حماة الديار ستخلق مليشيا جديدة سموها كما شئتم وستوزع رخص سلاح على جميع انواع الشبيحة”.

14021594_1809843345901434_365007755173929798_n

وتابع في تغريدة أخرى: “جوقة تعطيل انتخاب الرئيس وتعطيل مجلس الوزراء، هذه الجوقة منوعة ومتنوعة من كل حدب وصوب، كان ينقصها عامل الحماية مثل حماة الديار، حماة الديار مثل سرايا الدفاع بالعائلة، ولله الحمد، ودقي يا مزيكا”.

بدوره، علق الرئيس اللبناني السابق ميشيل سليمان بتغريدة جاء فيها: “على قاعدة (الأمن لي)، ليت الجيش اللبناني يقوم بتشكيل (سرايا الدفاع) من عداد الاحتياطيين، للسهر على أمن البلدات والقرى”.

واعتبر النائب محمد كبارة أن “حماة الديار” وجدت من أجل إشعال الفتنة بين مكونات المجتمع اللبناني، منتقداً في تصريح له، اليوم الأربعاء، ما أسماه “الصمت المريب لكثير من المسؤولين اللبنانيين عن تلك الفئة”.

وقال:”لم يكن ينقصنا في لبنان إلا ميليشيا جديدة تحمل اسم حماة الديار بحجة حماية الجيش اللبناني ودعم المؤسسات الأمنية، مشدداً على أن “حماة الديار” حركة مشبوهة” تدعي حماية الجيش اللبناني.

14117900_1809843579234744_7709566273917408076_n

من جهتها، شددت الهيئة القيادية في حركة الناصريين المستقلين “المرابطون” على أن الجيش الوطني اللبناني هو المؤسسة الوحيدة التي تحافظ على وجودية الوطن اللبناني في هذه المرحلة الدقيقة والخطرة التي تمر بها منطقتنا العربية، على حد قول بيان للهيئة.

وأعلن وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق تحضير ملف أمني وقانوني لنتقدم في مجلس الوزراء بطلب لإلغاء الترخيص المعطى لما يسمى “حماة الديار”،  مشددا على أن “الديار لا تحمى بمزيد من الميليشيات، ولا بمزيد من القوى المسلحة غير الشرعية، بل بالتفاهم والحوار والتنازلات المتبادلة، وبالمزيد من السعي لتثبيت أركان نظامنا السياسي بملء فراغاته”، على حد قوله خلال مؤتمر صحفي عقده بهذا الشأن.

وتشير مصادر لبنانية إلى أن انطلاقة الحركة بدأت في منطقة الشمال التي تقطنها أغلبية من المسيحيين والسنة وأقلية علوية في جبل محسن بطرابلس، وتشكلت بأغلبية من العلويين وقياداة مسيحية يترأسها رالف شمالي.

CqlVStUWIAIpMHX

ونشرت الحركة في صفحتها على فيسبوك، مقاطع فيديو مؤيدة للجيش ودعوات لأنشطة برعاية قائد الجيش العماد جان قهوجي وأناشيد تدعو للثأر من الإرهابيين، بالإضافة صور تدريبات عسكرية ما يؤكد أنها ليست مدنية.

ويقول مؤسسها رالف شمالي في كلمة مصورة عبر حساب الحركة بموقع “فيسبوك”: “ما جمعنا هو الشرف والتضحية والوفاء، هذا هو شعارنا، وهذا هو لبنان، ونحن نعلم أنه لو خسرنا الجيش اللبناني فقد ذهب لبنان، لذا علينا جميعاً أن نلتف حول المؤسسة العسكرية ونشد على أيدي بعضنا البعض”.

وذكر ناشطون لبنانيون عبر حساباتهم بموقع “تويتر” أن استقالات جماعية ضربت حركة “حماة الديار” اليوم بعد الكشف عن أنها مسيسة وتابعة “لسرايا المقاومة” الخاضعة لحزب الله اللبناني.

وأصدرت الحركة بياناً، رداً على تهديدات بالقتل وصلت ممن أسمتها “جماعات إرهابية”، أكدت فيه أنها حركة مدنية لبنانية أنصارها من كل الطوائف اللبنانية، و”ليس لدينا أي أسلحة أعمال تسليح أو جانب عسكري في الحركة”.

وأضافت الحركة في بيانها: “ليس لدينا أي عدو في الداخل اللبناني فكل اللبنانيين هم أهلنا وإخوتنا، تمويلنا ذاتي من اشتراكات المنتسبين والناشطين وليس لدينا أي مصادر تمويل محلية أو خارجية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *