تعرف على حكم الاعتكاف فى البيوت بعد منعه بالمساجد خلال رمضان؟

للعام الثانى على التوالى قررت الحكومة منع إقامة الاعتكاف بالمساحد بسبب تفشى وباء فيروس كورونا ، خشية انتشاره بين المعتكفين، وعلى ذلك أكدت
دار الافتاء ، ان الاعتكاف سنة للرجال والنساء على السواء، ولا يكون إلَّا
في المسجد؛ لأن العكوف إنما أُضيف إلى المساجدِ لأنها من شرطه، ولا يجوز
الاعتكاف في البيوت؛ لافتقاد ركن المسجدية فيه.
 
 ونظرًا لهذه الظروف التي تمرُّ بها بلدانُ العالم بسبب وباء كورونا
(COVID-19) والتي أغلقت فيها المساجد أمام المعتكفين؛ فإنه يحكم بسقوط
الاعتكاف؛ نظرًا لغياب محله وهو المسجد، والمكلف مأمورٌ بطاعة ولاة الأمور
فيما يتخذونه من مصلحة الرَّعية، فإذا انقاد لهذه الطاعة والتزم التعليمات
مع شغفه للاعتكاف في المسجد فإنه يأخذُ ثوابَ الاعتكاف وزيادة، وإن كان لا
يُسمى ذلك اعتكافًا؛ لأنه إمَّا أن يكون من المداومين عليه ولم يقطعه عنه
إلَّا هذا العذر، وإمَّا أن يكون ممن نوى الاعتكاف في المسجد قبل حصول هذا
الوباء، وإمَّا أن يكون ممن تاقت أنفسهم لفتح المساجد في هذا الوقت وتمنوا
الاعتكاف فيها، مع الالتزام في كل ذلك بطاعة ولي الأمر فيما يراه محققًا
لمصلحة رعيته؛ لأن المعذور مأجور، وفضل الله تعالى واسعٌ؛ يكتب للعبد عند
عذره عن القيام بما كان معتادًا عليه من الأعمال الصالحة أجرها كما لوكان
عملها.
 
وعلى المسلمين أن يغتنموا فرصة مكثهم في البيوت في هذه الأيام ليحيوا
بيوتهم بالصلاة فيها وكثرة الذكر والقراءة، وأن يكثروا فيها من النوافلِ؛
لما فيه من حصول البركة والإكرام للبيوت بتنزُّل الرحمة وحضور الملائكة
فيها وفرار الشياطين منها، وأيضًا لما فيه من معنى التخفي في العبادة وفتح
أبواب التعلق بالله.
 
 
واكد الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية ،أنه لا يصح شرعًا اعتكاف
الرَّجُل في غير المسجد -كالبيوت السكنية-، وكذلك الحال بالنسبة للمرأة في
عصرنا الحاضر، وما ذهب إليه السادة الحنفية من جواز وأفضلية اعتكافها في
مسجد بيتها -وهو المكان المُعَدُّ لصلاتها الذي يستحب لها اتخاذه- إنما كان
مبناه على العرف والعادة بناءً على أزمنةٍ اقتضت أعرافُها وعاداتُها ذلك،
كما أَنَّ اللبث في المسجد ركنٌ لا يصح الاعتكاف بدونه، وأقل مدةٍ لهذا
اللبث هي ما يزيد على مقدار الطمأنينة في ركعةٍ أو سجدةٍ، أَمَّا مجرد
المرور على المسجد فلا يسَمَّى اعتكافًا.
 
وعلى المسلم أن لا يَحْزَن ويخاف مِن ضياع الأجر في فوات سُنَّة الاعتكاف
في زمن الوباء؛ لأنَّ الأجر حاصلٌ وثابتٌ حال العُذْر، بل التَعبُّدُ في
البيت حال تَفَشِّي الوباء يوازي أجر التَعبُّدِ في المسجد.
 
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *