في شتاءٍ قاسٍ تغرق فيه الخيام، ويفقد الأطفال حياتهم من شدّة البرد، يقف العالم متفرّجًا بلا فعل. هذا الواقع المؤلم جسّده الفنان مصطفى السيد في لوحته الكاريكاتورية، معبرًا عن معاناة أهل القطاع، ومصوّرًا كيف تحوّلت الأمطار من نعمةٍ منتظرة إلى سلاح قاتل يفتك بالضعفاء، كاشفا عجز الإنسانية وصمت الضمير العالمي، في وقتٍ يكتفي فيه العالم بتعاطفٍ عابر على وسائل التواصل الاجتماعي.
كاريكاتير مصطفى السيديُظهر الكاريكاتير يدا تمثل«العالم» تمد أصابعها لتلقي رموز التفاعل العاطفي (وجوه حزينة وغاضبة) بدل تقديم العون الحقيقي، بينما تمتد في الجهة المقابلة يدٌ منهكة مرتعشةتمسك إناء، في إشارة إلى معاناة المدنيين داخل خيام لا تقيهم البرد ولا الغرق.
تسقط الأمطار بغزارة لتضاعف القسوة، وفي الخلفية يظهر صاروخ يحمل نجمة داود، رمزًا للقصف الذي يفاقم المأساة.
الكاريكاتير يوجّه نقدًا لاذعًا لاكتفاء العالم بتعاطف افتراضي على وسائل التواصل الاجتماعي، في وقت تتحوّل فيه الكوارث الطبيعية والحرب معًا إلى سلاح يفتك بالضعفاء.
جريدة الخبر اليوم المصرية