لماذا يلجأ الشباب للعلاج النفسى أون لاين

لماذا يلجأ Gen Z للعلاج النفسى في غرف أونلاين مجهولة.. ما يقوله الطب؟

كتبت\هبه عبدالله

سلط مسلسل “ميدتيرم” الضوء على لجوء الشباب من  Gen Z للعلاج النفسي أونلاين عن طريق غرف سرية أونلاين مجهولة الهوية والتواصل مع دكتور نفسي لم يفصح عن هويته او شكله للحالات التي تتواصل معه، عن طريق موقع أو جروبات يتواصل فيه الجميع  أونلاين بصورة غير حقيقية وبهوية غير معروفة، وتتزايد الحالات بحثا عن حل أو علاج لحالتهم من خلال “غرف دعم سرية أونلاين” .

ومن جانبة يقول الدكتور محمد فوزي أستاذ الطب النفسي كليه الطب جامعة أسيوط، إن شباب Gen Z نشأوا في عالم رقمي مفتوح يعتمد على التواصل السريع والخصوصية الافتراضية، وتخفيف الحواجز الاجتماعية، لذلك لم يكن غريبا أن يلجأ الشباب إلى ما يسمى بـ “غرف الدعم النفسي السرية” أونلاين، حيث يتم الحديث عن المشاعر والمعاناة النفسية دون الإفصاح عن الهوية .

لماذا ينجذب Gen Z للعلاج مجهول الهوية؟

كما يوضح أستاذ الطب النفسي جامعة أسيوط، سبب لجوء Gen Zللعلاج النفسي أونلاين مجهول الهوية وهى الآتي:

١.الخوف من الوصمة الاجتماعية المرتبطة بالمرض النفسي.
2.الإحساس بالأمان في غياب الاسم والهوية.
3.سهولة الوصول مقارنة بالعيادات التقليدية.
4. الشعور بأن الآخرين يشبهونني ويفهمونني.
5.ضعف الثقة أحيانًا في المؤسسات العلاجية الرسمية.

يضيف د. محمد فوزي أن من منظور الطب النفسي يجب التفرقة بوضوح بين مفهومين وهما الدعم النفسي والعلاج النفسي الحقيقي، بالنسبة للدعم النفسي  المجهول وهو مساحة للتفريغ والمشاركة الوجدانية وكسر العزلة النفسية فيكون ذلك مفيدا في حالات الضغوط البسيطة والمشاعر العابرة.
أما بالنسبة للعلاج النفسي الحقيقي هو عملية طبية علاجية تتطلب تشخيصًا و خطة علاج ومتابعة ومسئولية مهنية، ولا يمكن أن يتم بشكل مجهول الهوية أو بدون إطار قانوني وأخلاقي.

ويذكر الطبيب النفسي المخاطر النفسية الناتجة عن الدعم النفسي أونلاين وهي الآتي:

-غياب التشخيص الدقيق للحالة النفسية.
-احتمالية تلقي نصائح غير علمية أو ضارة.
– تفاقم الاكتئاب أو القلق دون اكتشافه.
– خطورة التعامل الخاطئ مع الأفكار الانتحارية.
– نشوء تعلق نفسي مرضي بمقدم الدعم المجهول.
-احتمالات الاستغلال النفسي أو العاطفي دون رقابة.

موضحا أن هناك خط الأحمر في الطب النفسي، فإن حالة تتضمن أفكار انتحارية وإيذاء النفس و ذهان أو اضطراب إدراكي وإدمان و اضطرابات شخصية شديدة لا يجوز مطلقًا التعامل معها عبر غرف سرية مجهولة، بل تستلزم تدخلًا طبيًا مباشرًا من مختص معروف الهوية.

يشير د. محمد فوزي إلى أن الغرف المجهولة قد تكون بابًا للفضفضة وليس بابًا للعلاج، لأن العلاج النفسي مسئولية وليس دردشة مجهولة وحمايتها نفسيًا وأخلاقيًا.

ويوجه د. محمد  رسالة إلى الشباب وأولياء الأمور وهى أن الصحة النفسية لا تقل أهمية عن الصحة الجسدية وطلب المساعدة ليس ضعفا، لكن اختيار الطريق الآمن للعلاج هو الفارق بين الشفاء الحقيقي وتفاقم المعاناة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *