آية يسرى أول سيدة تعمل دليفرى فى الدقهلية

“آية” تقتحم مهن الرجال وتصبح أول “دليفرى” فى الدقهلية.. كافحت بالعمل فى مهن شاقة منذ أن كانت فى العاشرة من عمرها.. وعملت فى خدمة توصيل الطلبات للمنازل للإنفاق على بناتها.. وتؤكد: فخورة بنفسى وهكمل مسيرتى.. صور

كتبت\هبه عبدالله

تأسرك كفراشة تحلق برشاقة وأناقة، تزهو وتسمو ببريق ألوانها لتستقر بين النجوم، إنها آية يسري ابنة مدينة المنصورة التي خطفت الأنظار بقوتها وثقتها بذاتها وهي تجوب شوارع وأحياء مدينة جمصة بمحافظة الدقهلية مستقلة دراجتها البخارية، متنقلة بين المحال والأسواق، تشتري مختلف المنتجات والمشتريات من الفواكه والخضروات وغيرها، لتوصل الطلبات للمنازل وتوفر الاحتياجات الأساسية لأهالي المدينة؛ بحثا عن الرزق الحلال وتوفير حياة كريمة لطفلتيها..

وراء كل امرأة عظيمة نفسها”.. بهذه المقولة يمكن أن نلخص قصة كفاح ونجاح الشابة الثلاثينية آية يسري، بطلة محاربة اعتادت على أن تناضل في الحياة بالكفاح والعمل في مهن شاقة بقوة وشموخ كالفرسان ونفس راضية وروح مقبلة على الحياة لتحصل على قوتها وقوت طفلتيها، أصرت وعزمت على أن تسعى فى الحياة بكل همة ونشاط وعزيمة وأمل مع كل طلعة شمس والناس نيام حاملة مسئوليات وهموم مثقلة تنوء بها الجبال؛ تثابر لتقهر المستحيل بالشقاء والعمل والعرق الطاهر، متشبثة بكل فرصة تمنحها الحياة بفخر وعزة وكرامة.

حفرت جميلة الروح “آية”، بسطور من ذهب أشعارا فى الكفاح والشقاء والعطاء، كادت أن تكسرها قسوة الحياة، فتحملت المسؤولية وتسلحت بالشجاعة والإرادة وقهرت المستحيل، لتثبت لنا أن وراء كل امرأة عظيمة قوتها وشموخها، كفاحها وإصرارها على النجاح، ذاتها الحرة، فلم تعرف سوى العمل والكفاح والتضحية من أجل بناتها، السعادة والحب بالنسبة لها لا يقدران بثمن، فسعادتها ليست فى امتلاك المال بل فى الأمان وراحة البال، والكسب بعرق الجبين والتحدى والكفاح والصمود لقهر المستحيل.

الاسكوتر كان بالنسبالي وسيلة هتسهل عليا توصيل بناتي للدروس والمدارس، عشان أوفر مصاريف المواصلات وأخفف الحمل من عليا شوية، وبعد فترة فكرت أستغل الاسكوتر واحوله لمشروع وشغل بعد تشجيع ودعم صحابي ليا، فقررت اني أشتغل دليفري واوصل طلبات واحتياجات السيدات لحد البيت”.. بهذه الكلمات بدأت آية يسري حديثها ، فقالت إنها اهتدت للعمل بمهنة “الدليفري” منذ عامين، حيث اضطرتها ظروفها المعيشية وانفصالها عن زوجها للبحث عن مهنة توفر من خلالها حياة كريمة لطفلتيها جوليا وجانيت، دون أن تتركهما لفترات طويلة بمفردهما، مشيرة إلى أن فكرة قيادتها للدراجة البخارية كانت بهدف توصيل بناتها للمدرسة والدروس، ومع الوقت فكرت في الاستفادة من “الاسكوتر” وتحويله لمشروع يوفر لها نفقتها ونفقة بناتها.

وتابعت أنها لاحظت مدى معاناة الكثيرات من المسنات وسيدات مدينة جمصة في الخروج من منازلهم وتوفير متطلباتهم واحتياجاتهم اليومية، فاهتدت أن تقوم من خلال دراجتها البخارية بتقديم خدمة توصيل الطلبات للمنازل في عدة مدن وتوفير كل متطلبات واحتياجات الأسر اليومية من المحال والأسواق المختلفة، مشيرة إلى أنها نجحت بعملها وكفاحها أن تحقق نجاحا وشهرة واسعة كونها أول سيدة تمتهن مهنة “الدليفري” في المحافظة، وتسهل الحياة على الكثيرين، “أي حد بيطلبني بنزل واجري وأجبهاله، خضار، فاكهة، أكل، شرب، سيدة مش قادرة تنزل الشارع توفر طلبات بيتها بروح أنا مكانها الأسواق واشتري واختار أجود السلع بأرخص الأسعار، ووفرلهم كل احتياجاتهم“.

وأوضحت أنها اعتمدت على ذاتها منذ طفولتها، وتحملت المسؤولية وحدها، كانت تحاول دوما أن توفر مصاريفها دون أن يساعدها أحد، والبحث عن رزقها في كل مهنة ومحافظة، “ظروفنا المعيشية كانت سبب في إني مكملش تعليمي، سافرت القاهرة اشتغلت هناك سنتين مربية أطفال، وبعدها اشتغلت في محلات ملابس كتيرة في المنصورة، ولما استقرينا في مدينة جمصة بدأت اشتغل في مصانع المنطقة الصناعية وأبيع لعب أطفال واكسسوارات في الأسواق، مفيش حاجة مشتغلتش فيها لدرجة إنهم بيقولي عليا إني مقطعة الرصيف من كتر الشغل اللي اشتغلته والظروف الصعبة اللي عيشتها زيي زي أي راجل، كان لازم أوفر دخل ليا واللي حواليا، وبعد ما اتجوزت وانفصلت بقيت بشيل نفس العبئ وبكافح عشان أوفر دخل ليا ولأولادي“.

ربنا كتب عليا الشقى من وأنا عندي عشر سنين، طول عمري عايشة حياة صعبة زيي زي الراجل بجري وبكافح وبجيب لقمة عيشي بكفاحي وتعبي.. والحمدلله هفضل مكملة مسيرتي ورسالتي في الحياة عشان أربي بناتي وأعيشهم عيشة كريمة”.. بهذه الكلمات ختمت “آية” حديثها، مشيرة إلى أنها سعيدة وفخورة بما حققته بكفاحها وعملها في مجال صعب وشاق، وسعيها في الحياة بكل إرادة وعزيمة بحثا عن رزقها ورزق بناتها، فكافحت في الحياة منذ أن كانت في العاشرة من عمرها بالعمل في العديد من المهن الشاقة، بداية من عملها كبائعة ملابس وأدوات منزلية ثم عملها كمربية أطفال في أكثر من محافظة، ومن ثم عملها في عدة مصانع في المنطقة الصناعية في مدينة جمصة، مؤكدة على أنها لم تعش طفولتها وحياتها كأي بنت في عمرها، واعتادت على الصمود والشقاء وحدها، وستواصل كفاحها على دراجتها البخارية لتحقيق حلم حياتها في افتتاح شركة “دليفري للسيدات” لتوصيل الطلبات للمنازل.

أول سيدة تعمل دليفري في الدقهليةأول سيدة تعمل دليفري في الدقهلية
آية تعمل في مجال توصيل الطلبات للمنازلآية تعمل في مجال توصيل الطلبات للمنازل
آية يسري أثناء شراء مشتريات من الخضار والفاكهةآية يسري أثناء شراء مشتريات من الخضار والفاكهة
آية يسري أول سيدة تعمل دليفري في الدقهليةآية يسري أول سيدة تعمل دليفري في الدقهلية
آية يسري تعمل في مجال توصيل الطلبات للمنازل في مدينة جمصةآية يسري تعمل في مجال توصيل الطلبات للمنازل في مدينة جمصة
آية يسري تقتحم مهن الرجال وتصبح أول سيدة دليفري في الدقهليةآية يسري تقتحم مهن الرجال وتصبح أول سيدة دليفري في الدقهلية
آية يسريآية يسري
آيةآية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *