القول بغير علم

عرف عن كثير من المصريين منذ زمن بعيد أنهم يعرفوا كل شيء وفي كل شيء، ولذلك تجدهم يتحدثون في أي موضوع باستفاضة شديده وبجرأة ودون قيود، وعندما تستمع إلي حديث الكثير فيداخلك التأكيد أن المتحدث كان من ضمن أطراف الحالة والمطلعين على أحوالها وظروفها، وكذلك عندما تتطلب معلومه تجد المتبرعين كثر للإدلاء بالإجابة عليك في نفس اللحظة وسواء لديه المعلومة الحقيقة والإجابة لها أم لا، وكذلك أيضا عند تسأل عن عنوان محدد أو مكان ترغب في الوصول إليه فستجد الجميع يرغب في مساعدتك وتوجيهك وهو لا يعرف المكان المقصود والمطروح من السائل، وكما يقول المثل احن بنوع كله في الطب. نتحدث في الاقتصاد والهندسة والقانون والسياسة وفي كل شيء دون علم حقيقي أو اطلاع، وهذا الأمر الذي اشتهر به الغالبية العظمي من المصريين يؤكد أن الفهلوة واللامبالاة وعدم احترام الآخر وعدم الصدق عند الحديث عاده أصيله في الشارع ويؤكد أن الغالبية لا تعطي اهتمام لأي شيء بما فيها المعرفة وهذا كله كان له أثره على المصريين في جميع مناحي الحياة في الداخل والخارج فالجميع أصبح يتحدث ولا يتم تصديقه من الجانب الاخر بسبب فقدان الثقه بين بعضنا البعض وعدم احترام الاخر لنا واصبح الجميع يفعل ما يريد لعدم ثقته في الاخر وصدقه واصبحتا نجد في الشعوب الاخري نموذج لكثير منا، لذلك فان احترام الشعوب يبدأ دائما من احترامها لنفسها لأن الجميع اصبح تحت ميكروسكوب واحد واصبح العالم قريه صغيرة ويتم دراسه احوال الشعوب وظروفهم وطريقه حديثهم ومدي جديتهم وصدقهم بصورة مستمرة، والدول الان تصرف الكثير من اموالها لتحسين صورة شعوبها امام العالم، ولذلك لا يجوز ان نعلم بعضنا الكذب والنفاق مند نعومه اطافرنا وان نعتاد علي ذلك وان يصبح جزء من سلوكياتنا اليومية، وان نتعلم الصدق والصراحه عندما يتحدث الانسان في امر ليس لديه معلومات حقيقه او كان متواجدا اثناء طرحه لان التبرع بابداء النصيحه والمشورة دون معلومات حقيقه لدي المبدي امر يسيء الي الانسان ويضلل المتلقي وهذا في كل الاحوال حرام وقد قال المصطفي عليه الصلاه والسلام قل خيرا او اصمت وهذه قاعده تخييريه عظيمة حتي لا يقع المرء في براثن الكذب والنفاق، مايحدث من تطوع بالحديث بالافتاء والاجابه علي كل شيء والتبرع بالنصيحه والتوجيه دون علم حقيقي جريمه في حق انفسنا لان ذلك لن يزيدنا الا عدم احترام الاخر لنا لذلك ان الاوان علي جميع الجهات متكاتفه ان تعلم الانسان عدم التطوع بابداء معلومات خاطئه وعدم الحديث فيما لا يعنيه وان يتحدث الخير او يصمت وان يتعلم صدق الحديث واحسنة والا فان اوضاعنا الاخلاقيه ستظل صعبه بعد ان اصبح الجميع لا يثق في بعضه بسبب انتشار الكذب والنفاق وعدم الصراحه في الحديث وعدم قول اسف لا أعرف والاخر لا يحترمنا في هذا العالم.
التعليم والأزهر والأوقاف والإعلام عوامل مهمه في إصلاح المجتمع وأحوال الإنسان وتعليمه القيم والأخلاق والصدق وأن يقول آسف لا اعرف عندما لأتكون لدين معلومه عن الأمر المطروح وألا يتبرع بالحديث لمجرد التواجد والظهور وبعد أن فقدت البيوت دورها بسبب جهل أولياء الأمور بقواعد أصول التربية وبعد أن مس الكثير منهم ما مس كثير من المصريين من عدم الصدق عند الحديث وتصرفات اخلاقيه كثيره

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *